رؤيا يوحنا اللاهوتي(مقدمة)

 " رؤيا يوحنا اللاهوتي "

" سفر الرؤيا "
مستوحى من كتاب "عودة السيد المسيح"
"من فكر المسيح العائد"




 

قد يكون بعض القراء من الشباب الذين لم يقرأوا عن السفر بشكل واضح لذا اريد انتهاز
الفرصة لتعريف بالسفر وأقول انه سفر يعتبر الاخير في كتاب العهد الجديد والكتاب المقدس بشكل عام ، وهو ذو طبيعة نبوءاتية ويرجع في كتابته الى القرن
الأول الميلادي وكاتبه هو
واحد من تلاميذ السيد المسيح له المجد ويدعى
"يوحنا بن زبدي" احد الأثني عشر تلميذ المعروفين ، كتبه سنة 71م
بناءا على ما آراه الملاك الذي ارسل اليه كي يريه كل ما كتب في السفر المقدس ،
ملخص السفر يتحدث عن احداث تقع و انها
ستقع في المستقبل وتحديدا في الزمان الذي
يسبق مجيء المسيح له المجد ، يبدأ السفر
بعبارة توضح المغزى من الكتاب او السفر
يقول فيه : (اعلان يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله
ليري عبيده ما لا بد ان يكون عن قريب و بينه
مرسلا بيد ملاكه لعبده يوحنا الذي شهد بكلمة الله و بشهادة يسوع المسيح بكل ما راه طوبى للذي يقرا و للذين يسمعون اقوال النبوة
ويحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب ) رؤ 1 : 1-3 اذن هي رؤيا تتكلم عن احداث مستقبلية وهي
اعلان من الرب من يسوع المسيح له المجداعلنه لواحد من تلاميذه وهو يوحنا بن زبدي كما قلنا ..اما عن
علاقتها بما نطرح فهو يرتبط بفك
رموز الرؤيا الصعبة والتي لم يسبق لن تمكن
من فكها احد قبل المسيح الذي التقينا به وجها لوجه
وعلمنا ما نكتب الآن .
ان الكتاب والباحثين وآباء الكنيسة اتفقوا على
ان هذه الرؤيا رمزية حيث تضم معان رمزية
تحتاج الى فك رموزها من قبل العلماء
والعارفين بالمعاني المبطنة ، لتقريب المعنى
نلاحظ ان هنالك امور تشترك بها مع اسفار
مشابهة في بعض التفاصيل مثل سفر دانيال
في العهد القديم وكذلك سفر التكوين في قصة
يوسف النبي .. كل هذه الأسفار تضم معاني متشابهة هي
رموز الرؤيا ...نحن نرى مصطلح الرؤيا في كل من هذه الأسفار التي ذكرت ولذلك هنالك امور
مشتركة فيما بينها مرة اخرى لكن من ناحية
كيفية الوصول الى معاني هذه الرؤيا الرمزية .. لذلك فالعلماء والباحثين يقرون بصعوبة التعامل مع
هكذا اسفار رمزية .
وان الصعوبة تكمن لأن المفسر يتعامل مع
رموز ليست واضحة لكل شخص إلا من كان انسانا الهيا متصلا بالسماء ويعرف
معاني رموز الحكمة ..المفسر الحقيقي يحتاج الى ان يملك علما الهيا ويمد من السماء كي يصل الى حقائق الأشياء ويخبر المعاني
الحقيقية التي في بطون الكتاب المقدس .
وان الشخص الذي نتحدث عنه وهو المسيح
بالفعل قادر على ان يثبت ان ما لديه من علمه ممدود من السماء وانه مؤيد بالروح القدس
وروح المعرفة والمشورة والحكمة .. ستقولون لنا كيف اشرحوا لنا او اثبتوا ذلك ..
نقول ان اثبات ذلك يكون من خلال الرجوع الى الكتاب المقدس في اسفاره حيث سيبين لنا
حقيقة ما نقول ، لو رجعنا الى سفر التكوين
وتحديدا فيما يتعلق منه بقصة النبي يوسف بن
يعقوب ، والقصة المعروفة ان ملك مصر او
فرعون مصر كان قد شاهد حلماً وطالب
بتفسيره وتعبيره من قبل سحرة مصر وحكمائها فلم يستطع احد ان يعطيه التفسير الصحيح من بين هؤلاء
السحرة والحكماء الا يوسف النبي
الذي عبر الحلم وقد وجد فرعون مصر ان
تعبيره صحيحاً وحكيماً وقوياً .. والدليل هو النص الذي يذكر : " فحسن الكلام في عيني فرعون وفي عيون
جميع عبيده فقال فرعون لعبيده هل نجد مثل
هذا رجلا فيه روح الله ، ثم قال فرعون ليوسف بعد ما اعلمك الله كل هذا ليس بصير ولا حكيم مثلك ) التكوين 41 : 37 – 40 . لكن كيف علم فرعون ان تعبير يوسف هو
صحيح وانه ما يقوله هو حق ليس فيه لبس
ولا دجل ؟..الجواب هو انطباق رموز الرؤيا
على تعبير او تفسير النبي يوسف ..
ً نحتاج ان نقرأ بعض من اجزاء السفر حتى نفهم حقيقة الامر : (فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: «إِنِّي كُنْتُ فِي حُلْمِي وَاقِفًا عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، وَهُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ طَالِعَةٍ مِنَ النَّهْرِ سَمِينَةِ اللَّحْمِ وَحَسَنَةَ
الصُّورَةِ، فَارْتَعَتْ فِي رَوْضَةٍ. ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ بَقَرَاتٍ أُخْرَى
طَالِعَةٍ وَرَاءَهَا مَهْزُولَةً وَقَبِيحَةَ الصُّورَةِ جِدًّا وَرَقِيقَةَ اللَّحْمِ. لَمْ أَنْظُرْ فِي كُلِّ أَرْضِ مِصْرَ مِثْلَهَا فِي الْقَبَاحَةِ.
فَأَكَلَتِ الْبَقَرَاتُ الرَّقِيقَةُ وَالْقَبِيحَةُ الْبَقَرَاتِ السَّبْعَ الأُولَى السَّمِينَةَ.
فَدَخَلَتْ أَجْوَافَهَا، وَلَمْ يُعْلَمْ أَنَّهَا دَخَلَتْ فِي أَجْوَافِهَا، فَكَانَ مَنْظَرُهَا قَبِيحًا كَمَا فِي الأَوَّلِ. وَاسْتَيْقَظْتُ. ثُمَّ رَأَيْتُ فِي حُلْمِي وَهُوَذَا سَبْعُ
سَنَابِلَ طَالِعَةٌ فِي سَاق وَاحِدٍ مُمْتَلِئَةً وَحَسَنَةً.
ثُمَّ هُوَذَا سَبْعُ سَنَابِلَ يَابِسَةً رَقِيقَةً مَلْفُوحَةً
بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ نَابِتَةٌ وَرَاءَهَا. فَابْتَلَعَتِ السَّنَابِلُ
الرَّقِيقَةُ السَّنَابِلَ السَّبْعَ الْحَسَنَةَ. فَقُلْتُ لِلسَّحَرَةِ، وَلَمْ يَكُنْ مَنْ يُخْبِرُنِي».
فَقَالَ يُوسُفُ لِفِرْعَوْنَ: «حُلْمُ فِرْعَوْنَ وَاحِدٌ. قَدْ أَخْبَرَ اللهُ فِرْعَوْنَ بِمَا هُوَ صَانِعٌ. اَلْبَقَرَاتُ
السَّبْعُ الْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ، وَالسَّنَابِلُ السَّبْعُ
الْحَسَنَةُ هِيَ سَبْعُ سِنِينَ. هُوَ حُلْمٌ وَاحِدٌ. وَالْبَقَرَاتُ السَّبْعُ الرَّقِيقَةُ الْقَبِيحَةُ الَّتِي طَلَعَتْ وَرَاءَهَا هِيَ سَبْعُ سِنِينَ، وَالسَّنَابِلُ
السَّبْعُ الْفَارِغَةُ الْمَلْفُوحَةُ بِالرِّيحِ الشَّرْقِيَّةِ تَكُونُ سَبْعَ سِنِينَ جُوعًا. هُوَ الأَمْرُ الَّذِي كَلَّمْتُ بِهِ
فِرْعَوْنَ. قَدْ أَظْهَرَ اللهُ لِفِرْعَوْنَ مَا هُوَ صَانِعٌ.
هُوَذَا سَبْعُ سِنِينَ قَادِمَةٌ شِبَعًا عَظِيمًا فِي كُلِّ
أَرْضِ مِصْرَ. ثُمَّ تَقُومُ بَعْدَهَا سَبْعُ سِنِينَ جُوعًا،
فَيُنْسَى كُلُّ الشِّبَعْ فِي أَرْضِ مِصْرَ وَيُتْلِفُ الْجُوعُ الأَرْضَ.
وَلاَ يُعْرَفُ الشِّبَعُ فِي الأَرْضِ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ الْجُوعِ بَعْدَهُ، لأَنَّهُ يَكُونُ شَدِيدًا جِدًّا. وَأَمَّا عَنْ تَكْرَار
ِ الْحُلْمِ عَلَى فِرْعَوْنَ مَرَّتَيْنِ، فَلأَنَّ الأَمْرَ مُقَرَّرٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ، وَاللهُ مُسْرِعٌ لِيَصْنَعَهُ. .) التكوين 41 : 17- 32 . نلاحظ ان الرموز التي كانت في الرؤيا كانت منطبقة تماما على التعبير او التفسير الذي
قاله يوسف النبي فالبقرات تعني السنين
والسمينة منها تعني سنوات الوفرة والسعة
والرقيقة او النحيفة تعني القحط والجوع .
كذلك الحال بالنسبة للسنابل .. فالخضراء منها تعني الوفرة والزراعة واليابسة تعني القحط والجوع ، من ذلك لم يجد الملك
المصري فرعون اي مجال للتشكيك والاعتراض على
تعبير يوسف اذ لا وجود للضعف او الخلل في
تفاصيل التعبير بينما لا نجد هنالك اي تعبير منافس
او مقابل
بالنسبة الى جهة السحرة او
المنجمين او حكماء مصر . . ننطلق من هذا المفهوم المستقى من صميم
الكتاب المقدس وأرثه العظيم الذي بيننا ،
لنعرف ان المعبر الحقيقي والعالم والحكيم
يجب ان ينطق بالتفسير بحيث لا يملك احد عليه اي
اشكال ولا يتمكن من التشكيك بما يقول فما يلقيه
الرجل الألهي يذهل العقول ويخرس
الالسن ويكم الأفواه .
وقد يسأل البعض ويقول علاقة المسيح الجديد الذي تشهدون له بيوسف النبي وقصته ؟
فنقول ان هذا الشخص هو نسخة جديدة من النبي يوسف حيث يستطيع ان يتكلم في تفسير رؤيا
يوحنا اللاهوتي ويفك رموزها الصعبة
تماما مثل ما فعل يوسف .. هذه الرؤيا تتحدث عن المجيء الاخير بكل
تفاصيله واحداثه وقلنا ان كل ما كتب بخصوص
تفسير رموز الرؤيا هي مجرد آراء شخصية
واجتهادات ونظريات عقلية لا ترقى الى
مستوى التفسير الصحيح الذي يرضي الرب
ويقنع الباحثين عن الحقيقة وجوهر الكتاب
المقدس ، ما كتب فيه الكثير من التناقض
واللبس وعدم الفهم وعدم الوصول الى المعنى التام
السليم لروح الكتاب .. على كل حال فان المشاهد سيتلمس الفرق بين
التفسير الذي عندنا وبين ما جاء به رجال
الكنيسة والمفسرين الانجيليين . اننا نعتقد ان التفسير الصحيح كان مدخرا لهذا
اليوم وللمسيح في مجيئه الثاني حيث سيظهر للناس من يتحدى الباحثين وآباء الكنيسة ويثبت انه متصل
بالسماء وانه اعلم اهل الزمان
بالانجيل والتوراة وانه قادر على فك الرموز
والشفرات الألهية التي بين طيات الكتاب
المقدس. 
عرض أقل

0 التعليقات: